هذه قصة مقتل الأمير محسن بن مرزوق الهيضل شيخ وأمير قبيلة عتيبة في كونه على حرب
في الفترة التي سبقت حكم الملك عبد العزيز كان الغزو والنهب والصراع القبلي من الأمور المألوفة عند رجال القبائل يمارسونها بين حين ٍ وآخر ، وكانوا يجدون في ذلك فرصاً لكسب العيش والغنائم ، ويرون في جر الجيوش وخوض المعارك وسيلة لإظهار قوتهم ومنافسة أعدائهم وإبراز لمكانة شجعانهم وإقدام فرسانهم.
وكان كثير من شيوخ القبائل وفرسانهم يتساقطون صرعى في هذه الغارات من جراء مبالغتهم في إظهار شجاعتهم وافتخارهم بفروسيتهم وإقدامهم .
ومن أمثلة ذلك : محسن بن مرزوق بن محسن بن مرزوق الهيضل، كان فارساً مقداماً ، وقائداً ماهراً وجريئا .
فيه يقول سهاج بن ربيعان ، وقد حضر معه إحدى المعارك الضارية في مناخ الضال، ويشيد بقيادته :
جت الحريقة عند جمع الهيضل --- ثم إحتموها عسكر السلطاني (١)
يروسهم محسن على مذعورة --- منشاه من صاهد إلى عيران (٢)
وجفين ضفّ الخيل لين أطاعت ---إمتيّه العشوا بعد خوناني (٣)
وهذا الأمير الذي تحدث عنه الشاعر في هذه الأبيات برزت مكانته في هذه المعركة بشكل فريد ، وهي من المعارك التي خاضها العتبان مع خصومهم في أواخر القرن الثالث عشر الهجري وبالتحديد عام ١٢٩٢هـ.
وبعد مناخ الضال بفترة غزىٰ الأمير محسن بن مرزوق الهيضل بجمعٍ من قومه ، قاصداً بني سالم من حرب ، وعندما جاء إلى ماء الخّوه " بئر في جبل حبشي " رأت عيونهم إبلهم منتشرة في نواحي " ارينبات " وعلموا انه ليس معها إلا رعاتها ، واخبروه أن في طريقه إليها فريق شواوي من حرب من العريمات من بني سالم يقيمون في " عقلة اللبن " فلم يأبه الأمير بأمر هذا الفريق مادام أنهم شواوي ومفردهم شاوي، وهم رعاة الشاه " الغنم " وعلى الرغم من أن الشواوي يكون فيهم الرماة والشجعان ، إلا أن اقتناءهم للخيل أمر نادر ، ولذلك فإن البدو أهل الإبل والخيل يرون أنهم ادني منهم درجة وينظرون إليهم بشي من الاحتقار، ولهذه الأسباب لم يهتم محسن الهيضل بأمر شواوي العريمات الذين هم في طريقه ، ولم يأخذ في اعتباره شيئاً حيال وجودهم فأغار على الإبل وهي عازبة ، وليس معها من الرجال إلا رعاتها ، وسار بها وكان مروره بالعريمات قبيل الفجر في غارته فتربصوا له وفي ضحى يومه مرَّ بهم يدفع الإبل أمامه غير عابئ بهم، فهبوا إليه وقنصه احد البواردية بسلاحه، وانكسر قومه ( وقد قتل ) وبعد أن التقى قومه يبعضهم ببعض علموا بمقتله وكان فيهم مناحي بن خالد الهيضل كان فتىً شجاعاً فكرّ عائداً للقتال طالباً للثأر من رجال العريمات فقتل منهم من وجده من الرجال ، وانهزموا العريمات واعتصموا بقية العريمات بجبل هيفاء واحتموا به، واستنفذوا ببعض الإبل وعاد العتبان يبعضها وأصبح الريع الذي قتل فيه محسن الهيضل في جبل حبشي " يدعى ريع الهيضل "وفي هذه الوقعة يقول الشاعر محيشير الأشقر من الهبارية من بني سالم من حرب :
البارحة جاني مــــن الحشـــر ضيقي
كنك تقلبني علــــى الجمـــــر تقليب
الشيـــــخ بالخـوه سبـــــــورة تويقي
جت له سبوره من طـوال المراقيب
قالوا هذي البــل مـار دونـــه فريقي
قالوا شواوي ما يفكـون مـن ذيب
حـزَة طلـوع الشمس كــف العزيبي
مثـل الدبا الكتفى ومشيـه عواليب
لحقوا ربوع يحتمـــون الســـــويقي
يوم اللقا مـا قيـل فيهـم عذاريــــب
كم مهـرة معهم تشــع السـبــــــيبي
شبعت بها العرجا وعيد بها الذيب
وياذيـــــب خــلك حاضـــر لاتغيـــبي
واخبر ترى محسن رموه المعاطيب
رمــــــوه بالسـت القـــرار العطيبي
خلوا عليه نسـور حبشي محاديب
صاحت مويضي صيحة به نحيبي
تقــول وين مقدَي الفطر الشــيب
لـه دلةِ مـــــا صـب منها السريبي
دم الغزال من الترايب إلى صيب
حطاط بالمنسـف فقار وعصـــيبي
للي يحثَــــون النضــا بالعراقــيب
***
1- جت:جاءت . الحريقة: وطيس المعركة. 2- يروسهم: يرأسهم. محسن: اختصار عبد المحسن مذعورة: فرسه. صاهد وعيران:اجداده (صاهد جده من ناحية أمه أما عيران فهو من الهياضلة السابقين وليس من أجداده كما ذكر الجنيدل)
3- جفين: بن عقيل أحد شيوخ افخاذ قبيلة الدعاجين.
العشوى: من أسماء الإبل.
خونان اسم أبيه.
" الكاتب سعد الجنيدل "
العدد 846 – الأربعاء 29 جمادى الآخرة 1405هـ " اليمامة " 73
***
رحمه الله الأمير محسن بن مرزوق بن محسن الهيضل أمير قبيلة عتيبة الذي إشتهر بألقاب ( راع الشعيب، مزوج العزبان ) الذي قاد قبيلته في عدة معارك منها: معركة الضال المشهورة، والذي عاصر أحداث عظيمه في تاريخ عتيبة الهيلا رغم قصر الفترة التي عاشها، غفر الله له واسكنه فسيح جناته .
في الفترة التي سبقت حكم الملك عبد العزيز كان الغزو والنهب والصراع القبلي من الأمور المألوفة عند رجال القبائل يمارسونها بين حين ٍ وآخر ، وكانوا يجدون في ذلك فرصاً لكسب العيش والغنائم ، ويرون في جر الجيوش وخوض المعارك وسيلة لإظهار قوتهم ومنافسة أعدائهم وإبراز لمكانة شجعانهم وإقدام فرسانهم.
وكان كثير من شيوخ القبائل وفرسانهم يتساقطون صرعى في هذه الغارات من جراء مبالغتهم في إظهار شجاعتهم وافتخارهم بفروسيتهم وإقدامهم .
ومن أمثلة ذلك : محسن بن مرزوق بن محسن بن مرزوق الهيضل، كان فارساً مقداماً ، وقائداً ماهراً وجريئا .
فيه يقول سهاج بن ربيعان ، وقد حضر معه إحدى المعارك الضارية في مناخ الضال، ويشيد بقيادته :
جت الحريقة عند جمع الهيضل --- ثم إحتموها عسكر السلطاني (١)
يروسهم محسن على مذعورة --- منشاه من صاهد إلى عيران (٢)
وجفين ضفّ الخيل لين أطاعت ---إمتيّه العشوا بعد خوناني (٣)
وهذا الأمير الذي تحدث عنه الشاعر في هذه الأبيات برزت مكانته في هذه المعركة بشكل فريد ، وهي من المعارك التي خاضها العتبان مع خصومهم في أواخر القرن الثالث عشر الهجري وبالتحديد عام ١٢٩٢هـ.
وبعد مناخ الضال بفترة غزىٰ الأمير محسن بن مرزوق الهيضل بجمعٍ من قومه ، قاصداً بني سالم من حرب ، وعندما جاء إلى ماء الخّوه " بئر في جبل حبشي " رأت عيونهم إبلهم منتشرة في نواحي " ارينبات " وعلموا انه ليس معها إلا رعاتها ، واخبروه أن في طريقه إليها فريق شواوي من حرب من العريمات من بني سالم يقيمون في " عقلة اللبن " فلم يأبه الأمير بأمر هذا الفريق مادام أنهم شواوي ومفردهم شاوي، وهم رعاة الشاه " الغنم " وعلى الرغم من أن الشواوي يكون فيهم الرماة والشجعان ، إلا أن اقتناءهم للخيل أمر نادر ، ولذلك فإن البدو أهل الإبل والخيل يرون أنهم ادني منهم درجة وينظرون إليهم بشي من الاحتقار، ولهذه الأسباب لم يهتم محسن الهيضل بأمر شواوي العريمات الذين هم في طريقه ، ولم يأخذ في اعتباره شيئاً حيال وجودهم فأغار على الإبل وهي عازبة ، وليس معها من الرجال إلا رعاتها ، وسار بها وكان مروره بالعريمات قبيل الفجر في غارته فتربصوا له وفي ضحى يومه مرَّ بهم يدفع الإبل أمامه غير عابئ بهم، فهبوا إليه وقنصه احد البواردية بسلاحه، وانكسر قومه ( وقد قتل ) وبعد أن التقى قومه يبعضهم ببعض علموا بمقتله وكان فيهم مناحي بن خالد الهيضل كان فتىً شجاعاً فكرّ عائداً للقتال طالباً للثأر من رجال العريمات فقتل منهم من وجده من الرجال ، وانهزموا العريمات واعتصموا بقية العريمات بجبل هيفاء واحتموا به، واستنفذوا ببعض الإبل وعاد العتبان يبعضها وأصبح الريع الذي قتل فيه محسن الهيضل في جبل حبشي " يدعى ريع الهيضل "وفي هذه الوقعة يقول الشاعر محيشير الأشقر من الهبارية من بني سالم من حرب :
البارحة جاني مــــن الحشـــر ضيقي
كنك تقلبني علــــى الجمـــــر تقليب
الشيـــــخ بالخـوه سبـــــــورة تويقي
جت له سبوره من طـوال المراقيب
قالوا هذي البــل مـار دونـــه فريقي
قالوا شواوي ما يفكـون مـن ذيب
حـزَة طلـوع الشمس كــف العزيبي
مثـل الدبا الكتفى ومشيـه عواليب
لحقوا ربوع يحتمـــون الســـــويقي
يوم اللقا مـا قيـل فيهـم عذاريــــب
كم مهـرة معهم تشــع السـبــــــيبي
شبعت بها العرجا وعيد بها الذيب
وياذيـــــب خــلك حاضـــر لاتغيـــبي
واخبر ترى محسن رموه المعاطيب
رمــــــوه بالسـت القـــرار العطيبي
خلوا عليه نسـور حبشي محاديب
صاحت مويضي صيحة به نحيبي
تقــول وين مقدَي الفطر الشــيب
لـه دلةِ مـــــا صـب منها السريبي
دم الغزال من الترايب إلى صيب
حطاط بالمنسـف فقار وعصـــيبي
للي يحثَــــون النضــا بالعراقــيب
***
1- جت:جاءت . الحريقة: وطيس المعركة. 2- يروسهم: يرأسهم. محسن: اختصار عبد المحسن مذعورة: فرسه. صاهد وعيران:اجداده (صاهد جده من ناحية أمه أما عيران فهو من الهياضلة السابقين وليس من أجداده كما ذكر الجنيدل)
3- جفين: بن عقيل أحد شيوخ افخاذ قبيلة الدعاجين.
العشوى: من أسماء الإبل.
خونان اسم أبيه.
" الكاتب سعد الجنيدل "
العدد 846 – الأربعاء 29 جمادى الآخرة 1405هـ " اليمامة " 73
***
رحمه الله الأمير محسن بن مرزوق بن محسن الهيضل أمير قبيلة عتيبة الذي إشتهر بألقاب ( راع الشعيب، مزوج العزبان ) الذي قاد قبيلته في عدة معارك منها: معركة الضال المشهورة، والذي عاصر أحداث عظيمه في تاريخ عتيبة الهيلا رغم قصر الفترة التي عاشها، غفر الله له واسكنه فسيح جناته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق